دروب: حماية التراث الثقافي اللامادي السوري- الإصدار الثالث
دعم وتمكين الكيانات العاملة في مجال التراث الثقافي اللامادي 2024
أطلقت اتجاهات – ثقافة مستقلة إطار دعم وتمكين مالي ومؤسساتي ومعرفي المؤسساتي للكيانات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجالات التراث الثقافي اللامادي السوري والمتواجدة في سوريا ولبنان بشكلٍ رئيس. يهدف هذا المكوّن إلى تقديم دعمٍ مؤسساتي وتمكين خبرات تصميم وإدارة البرامج ومهارات التوثيق والأرشفة، وتعزيز المبادئ الأساسية لصون التراث والتي تتضمن ضمان المشاركة النشطة للمجتمعات المحلية، والأثر الاجتماعي، والتكامل الاقتصادي المستدام وغير الاستغلالي؛ إضافة إلى تعزيز التقاطع بين الفنون المعاصرة ومختلف أشكال التراث اللامادي.
خلال السنوات السابقة ولأكثر من عشر سنواتٍ مضت، لعبت الكيانات والتجمّعات المستقلة والناشطة في مجالات التراث اللامادي دوراً هاماً في حفظ وصون التراث وحمايته تجاه مختلف الأخطار التي يتعرض لها (الاقتصادية، والأمنية، والبيئية) وعملت على تعزيز دور هذا التراث في تخفيف الانقسام المجتمعي، ونبّهت إلى أخطار الاعتداء والتحريف والتهديد الذي يتعرض إليها من مختلف القوى الحاكمة على الأرض، كما عزّزت هذه الكيانات استخدامات التراث اللامادي بما يساهم في تكيّف المجتمعات السورية مع عواقب الهجرة والنزوح.
الكيانات التي تمّ اختيارها
رافقتنا
رافقتنا منظمة مستقلة غير حكومية غير ربحية تركز على الحفاظ وحماية التراث المادي واللامادي وهي من منظمات النفع العام، تعمل المنظمة على تطوير قدرات المؤسسات المدنية والأفراد من خلال برامج تنموية متنوعة تتناول فيه أهمية التراث والمواد الأثرية ذات الصلة بالتراث المادي واللامادي وتبني القدرات وتُكسب المهارات لتلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية وفق المعايير العالمية وتسعى المنظمة لتحقيق مجتمع مدني مستقل وفعال.
سما للأعمال اليدوية
تأسست سما للأعمال اليدوية عام 2014 كمبادرةٍ إغاثية لتلبية احتياجات النازحات والنازحين، وسرعان ما تطورت الفكرة لتقديم فرص عملٍ للسيدات القادرات على حياكة الصوف والقطن لصناعة منتجاتٍ يدويةٍ شتويةٍ في مدارس الإيواء. اليوم سما هي مشروع غير ربحي متخصص في صناعة الأعمال اليدوية وتدعم خمس مهن رئيسية: الكروشيه والتطريز والإيتامين والخياطة والنسج على النول. تتواجد السيدات العاملات في الغوطة الشرقية والغربية، مما يساهم في إعادة تأسيس الحياة بشكلٍ جيد في مناطق تأثرت بشكلٍ كبير في الحرب وغابت عنها السيدات لسنوات. يتركز اهتمام سما بالعمل اليدوي باعتبار عمل فني يحتاج إلى الجهد والإبداع، وتربط تصاميمها بالثقافة السورية للفت النظر إلى جماليات يلاحظها السوريون والسوريات وتعني لهم/ن الكثير. كما تعتمد قدر الإمكان على مواد أولية مصنوعة يدوياً في سوريا لدعم المنتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الداخلي.
ملتقى هارموني الثقافي
هارموني هو مشروعٌ فني تطوعي يهدف إلى بناء السلام وتعزيز التماسك المجتمعي من خلال الفن والثقافة. تتمثل رؤيته في مجتمع إنساني متماسك يؤمن بأهمية كل فردٍ في بناء الذات والآخر، مع التركيز على دور الشباب الفاعل والمتمكن. قيم المشروع هي الاحترام، والاختلاف، والبساطة، والفرادة، والإنسانية، والتشاركية.
منظمة مكاني
تعمل منظمة مكاني في لبنان مع نساء سورياتٍ وفلسطينيات في مناطق بيروت وصبرا وشاتيلا وجبل لبنان بشكل أساسي. كما تعمل المنظمة في لندن في المملكة المتحدة مع نساء لاجئات أو طالبات لجوءٍ من جميع أنحاء العالم. تعمل في مجالاتٍ متعددة منها التمكين الاقتصادي والعلاج النفسي بالفن وتنمية المهارات بالإضافة إلى إعطاء النساء منصة وفرصاً من أجل سرد قصصهن. يركّز برنامج التنمية الاقتصادية في مكاني على محورين: خلق فرص عمل لسيدات محترفات في الحرف الشعبية وحماية تلك الحرف في نفس الوقت. مركزين بشكل خاص على التطريز، والطباعة الخشبية والكروشيه.
مؤسسة مَوج التنموية
مؤسّسة محليّة مدنيّة غير ربحيّة أُشهرت قانونياً داخل سوريا في نهاية شهر حزيران عام 2020، وافتتحت أول مقر لها في مدينة النّبك بريف دمشق مطلع تشرين الأول، ليكون عبارة عن مساحة مدنيّة للشباب والنّساء. مَوج مؤسّسة تحكمها مبادئ النسويّة وعدم التّمييز، وتعمل بشكل تشاركي على معالجة قضايا مجتمعيّة وتنمويّة، وربطها بمحتوى إعلامي ينطلق من الواقع ويسعى لخلق حالة من التّغيير.
ورشة بيت الحكايا
تأسست ورشة بيت الحكايا في مدينة شهبا/ السويداء عام 2018 من قبل منتهى ناصيف وسهام عامر. تهدف الورشة بشكلٍ أساسي إلى العمل على تطوير مفاهيم المحبة والسلام والتشاركية واحترام الرأي الآخر لدى الأطفال واليافعات/ين، وتسعى إلى إبعادهم/ن عن خطاب العنف وأشكاله التي انتشرت النزاع والحرب، من خلال إيجاد مساحة آمنة لهم/ن للتعبير وإظهار مهاراتهم بالقص والكتابة والرسم والمسرح، كما وتهدف الورشة لتكريس مفاهيم التشاركية والحوار البناء والعمل الجماعي. استقبلت ورشة بيت الحكايا أطفالاً نازحوا إلى السويداء من المحافظات الأخرى، واستقبلت بعد عام 2018 أطفالاً نجوا من هجمات تنظيم داعش على القرى الشرقية في المحافظة.
لجنة التحكيم
ديما ديوب
مهندسة معمارية وباحثة مقيمة في برلين. عملت سابقا في مكتب استشاري في مشاريع إعادة التأهيل في مدينة حلب القديمة قبل أن تنتقل إلى ألمانيا، حيث أكملت درجة الماجستير في عام 2015، حول المرونة الاجتماعية والمكانية لحلب خلال النزاع المسلح في جامعة شتوتغارت التقنية. تشارك حاليا في تنسيق العديد من المبادرات في متحف الفن الإسلامي في متحف بيرغامون في برلين، والبحث في التراث الثقافي السوري وأرشفته مع التركيز بشكل أساسي على حلب.
راما نجمة
صحفيةٌ مستقلةٌ وباحثةٌ في المجال الثقافي، حاصلة على بكالوريوس في الإعلام وبكالوريوس في الدراسات المسرحية. تخصصت في الصحافة الاستقصائية وعملت بصفة مدربةٍ على المهارات البحثية وصحافة البيانات. شاركت في العديد من البرامج التدريبية لمؤسسات دولية بما في ذلك مؤسسة طومسون رويترز، ومؤسسة أريج، ومركز الاتصال التنموي في جنيف وبرنامج إدوارد مورو في جامعة نورث كارولينا. لديها العديد من التحقيقات الاستقصائية عن القضايا الاقتصادية والثقافية والاحتماعية في سوريا. شاركت في كتابة دليل الصحافة الاستقصائية الذي نشرته اليونسكو وأنجزت «دليل تدريبي حول تصميم الأبحاث الثقافية» لصالح مؤسسة اتجاهات. أنجزت عدداً من الأبحاث الثقافية منها "دور الثقافة في تحقيق المصالحة والسلم الأهلي في الدول التي شهدت صراعات عنيفة"، و"المسار الفني في بناء التدخلات الموجهة للأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة"، و"ديناميات التغيير المدني في سوريا وسيناريوهات المستقبل" وغيرها. ساهمت مؤخرًا بخمس أوراقٍ بحثيةٍ في مشروع: "كسر القالب: الفاعلون في المجتمع المدني العربي وسعيهم للتأثير في صنع السياسات" الذي أطلقه معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية ببيروت. تعمل الآن بصفة مديرة محتوى في منظمة إرادة.
هبة الخلف
مهندسة معمارية ذو خبرة واسعة في كل من الأكاديمية والمهنية مجالات في الحفظ المعماري وإدارة التراث الثقافي. تعمل هبة كمستشارة دولية متخصصة في التراث الثقافي وحماية المواقع والأماكن التاريخية، بالإضافة إلى مهام الحفاظ عليها وإدارتها. تعاونت مع العديد من المنظمات الدولية ، بالإضافة إلى عملها الأكاديمي في King's College London من خلال عملها ، ساهمت بشكل فعال في تنفيذ وتطوير مشاريع مختلفة في مجال الحفاظ على التراث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، بما في ذلك تونس وليبيا وتركيا وسوريا. كما عملت على توثيق وإدارة مواقع التراث العالمي والبيئة المبنية، وتقييم الأضرار الناجمة عن النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، فضلا عن تقييم القيم الثقافية والتاريخية المرتبطة بها. وقد طورت برامج لبناء القدرات للمهنيين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، بما في ذلك المهندسين المعماريين وعلماء الآثار، وعملت على تمكين المجتمعات المحلية وزيادة وعيهم بأهمية الثقافة والتراث. ساهمت في العديد من المشاريع البحثية المتعلقة بالتراث المادي وغير المادي والمعارف التقليدية ، بما في ذلك دور التراث في بناء السلام خلال مراحل التعافي وإعادة الإعمار.
بيان لجنة التحكيم
اجتمعت لجنة التحكيم يوم 3 نيسان/ أبريل 2024 لدراسة الطلبات المتقدّمة بشكلٍ جماعي وبعد أن تم تحكيمها بشكلٍ فردي، وبعد مناقشة جميع الطلبات بشكلٍ مستفيض يسعدنا اختيار ست مؤسسات وكيانات متواجدة في سوريا ولبنان للاستفادة من إطار دعم وتمكين الكيانات العاملة في مجال التراث الثقافي اللامادي خلال العام 2024، وضمن الإصدار الثالث من برنامج دروب.
سعدنا بدراسة طلبات غنيّة ومتنوّعة وتقارب التراث من وجهات نظر مختلفة، وكان من المثير للاهتمام أن نرى كيف تطرح الكيانات المتقدّمة مفاهيم حديثة للتراث وكيفية الاستفادة منه في خلق فرص دخلٍ وتمكين النساء والسيدات، تزويد أعضاء المجتمعات بمهاراتٍ مفيدة لهم/ن. رأينا مبادراتٍ تمتلك فهماً عميقاً للتراث كما تمتلك منظوراً واعياً بالأخطار المختلفة التي تواجه الحرف المرتبطة بالتراث اللامادي. وهنا نود أن نشير إلى أنه إضافة إلى معايير التحكيم المعلنة، حاولنا خلال التحكيم تغطية الجغرافيا السّورية والاهتمام بالتوازن بين مناطقها.
لاحظنا أن الكثير من الطلبات المتقدمّة تستخدم التراث في بناء السلام أو علاج ودعم مجتمعات النازحين والنازحات. ورغم التحديات الكثرة إلا أن الناس – والمؤسسات من خلفها- تبحث عن طرقٍ للتأقلم والتعافي عبر تصميم تدخلاتٍ ثقافية وأخرى ترتكز على التراث اللامادي بأشكالٍ عدّة، كما أن هناك عددٌ من الكيانات التي تستخدم التراث في نشاطاتها وأدواتها انطلاقاً من معرفتها العفوية به، وبهدف التعبير عن هويتها والدفاع عنها.
لأي استفسارات خاصة ببرنامج دروب يمكنكم/ن مراسلتنا على: douroub@ettijahat.org
يتم إطلاق هذا المكوّن بدعم من صندوق حماية التراث - المجلس الثقافي البريطاني.